من مقعد رئيس التحرير
الى اين ستقودنا سياسية لي الذراع ؟
بقلم
محمود حرشاني
الى اين ستقودنا سياسة لي الذراع التي تتبعها الاطراف السياسية المتنازعة في تونس..السفينة ستغرق بنا جميعا . ولا بارقة امل لحلحلة الازمة تلوح في الافق.. كل طرف مصر على التمسك بموقفه المتصلب .. ولا تتنازل عنه قيد انملة بما يوفر فرصة للتنازل من اجل الوصول الى حلول تجنب تونس الكارثة. نحن اليوم في ازمة خانقة لم تعرف لها تونس مثيلا ومؤسسات الدولة معطلة..وبات التونسيون يتطلعون الى حل يمكن البلاد من الخروج من الازمة .المعارضة تتمسك بمطالبها في حل الحكومة الحالية والمجلس التاسيسي وتكوين حكومة انقاذ وطني متكونة من شخصيات وكفاءات وطنية غير متحزبة وتكوين هئية اشراف سياسي عليا متكونة من الاحزاب السياسية لاسناد هذه الحكومة وتحديد سقف زمني واضح لا يتعدى 23 اكتوبر القادم للمجلس التاسيسي وتحديد مهمته في اتمام كتابة الدستور وتكوين هئية الانتخابات.. والنهضة ترفض هذه المقترحات جملة وتفصيلا وتتغير مواقفها من يوم الى اخر وترفض حتى الاعتراف بوجود ازمة خانقة في البلاد وتعتبر ان كلا من المجلس التاسيسي والحكومة خطان احمران لا يمكن المساس بهما وراشد الغنوشي يؤكد اليوم في ندوته الصحفية انه مع حكومة سياسية ويرفض مطلب حكومة الانقاذ التي تنادي بها المعارضة ويؤكد انه لا مجال للحلم بسيسيسي جديد في تونس في اشارة الى ما يعتبره استحالة تكرار السيناريو المصري في تونس.. وبين هذا الموقف المتصلب وذاك تشتد ازمة تونس ويزداد ضغط الشارع للمطالبة باسقاط الحكومة التي يعتبرها فشلت في تحقيق انتظاراته وهو ما سؤشر الى ردود فعل قوية من الشارع لاسقاط الحكومة وتمت الدعوة الى الشروع في طرد المسؤولين المحليين والجهويين من ولاة ومعتمدين الذين تم تعيينهم على اياس الولاء للنهضة.ومن حين لاخر والبلاد على الوضع الخطير تخرج عن هذه الجهة او تلك ما يسمى بمبادرة حلحلة الموقف. ويبدو ان بعض هذه المبادرات لا اهمية ولا وزن لها ما عدا مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل اهتبارا لثقله الاجتماعي والسياسي ولكن مبادرة الاتحاد مازالت ترفضها عديد الاطراف وخصوصا حركة النهضة في جانبها المتعلق بحل الحكومة والاستعاضة عنها بحكومة كفاءات وطنية لاخراج البلاد من ازمتها الخانقة مع الابقاء على المجلس التاسيسي ولكن النهضة لا تريد ان تخرج الحكومة من يدهالاسباب سياسية ومتعلقة خاصة بالانتخابات القادمة ووضع يدها على كل دواليب الدولة ومفاصلها لذلك هي ترفض مقترح حكومة كفاءات او مصالحة وطنية لانها ستجد نفسها خارج السلطة لذلك هي تناور وتتمسك بخيار حكومة وحدة وطنية او حكومة سياسية كما سماها راشد الغنوشي اليوم وهي تعرف مسبقا ان المعارضة ترفض هذا المقترح ولا تتفاعل معه. وترى اطراف فاعلة من المعارضة ان الخط الاحمر الوحيد اليوم هو وحدة الشعب التونسي ومصلحة الوطن العليا وليست الحكومة او المجلس التاسيسي كما يعتبرهما راشد الغنوشي. وهكذا تتواصل سياسية لي الذراع في تونس بشكل لا بساعد على حل الازمة بل يعمقها ويزيد في اقتسام التونسيين وارتفاع درجة التشنج لدى الكثيرين منهم. ويعتبر البعض ان النهضة لا تريد ان تتنازل عن مواقفها المتصلبة وترى الاحزاب المعارضة ان ما تبدية النهضة من استعداد لا يسمن ولا يغني من جوع وينرك كل الاوراق بين يديها وهو ما لم يعد نرضى به المعارضة ولا الشعب تفسه الذي خرج بالالف في مسيرات مناهضة للنهضة ومطالبا باسقاط الحكومة الحالية خاصة بغد اغتيال السياسي المعارض محمد البراهمي يوم 25 جويلية الفارط واعتصام الالاف منذ اكثر من عشرة ايام في باردو في ماعرف باعتصام الرحيل وكلها رسائل يعبر من خلالها الشعب على مطالبته برحيل حكومة يعتبرها فشلت على جميع المستويات.
...............................
محمود حرشاني
كاتب ومجلل سياسي من تونس
مدير ورئيس تحرير جريدة قمر نيوز
إرسال تعليق