مع الكاتب والصحفي التونسي محمود الحرشاني

مع الكاتب والصحفي التونسي محمود الحرشاني
مؤانسة مع صديقي المبدع
****
حوار مع الكاتب والصحفي التونسي : محمود الحرشاني
****
أدار الحوار الأستاذ محمد صفر التونسي
***********
***********
صورة: ‏مؤانسة مع صديقي المبدع
****
حوار مع الكاتب والصحفي التونسي : محمود الحرشاني
****
أدار الحوار الأستاذ محمد صفر التونسي
***********
***********

س 1 : بإيجاز كيف يقدم السيد محمود الحرشاني نفسه للسادة القراء ؟
ج 1 : أنا من مواليد الثاني من نوفمبر سنة 1955 بقرية ريفية من قرى ولاية سيدي بوزيد كائنة بمعتمدية سيدي علي بن عون اسمها الواعرة على سفح جبل سيدي علي بن عون وعلى مقربة واصال بجبل سيدي عيش الذي كان مسرحا لمعارك طاحنة بين المقاومين التونسيين والجيش الفرنسي أثناء معركة التحرير .أنا المولود البكر لوالدي الذي تزوج من ابنة عمه .والطريف إنني كنت مهددا لا قدر الله بالموت فوالدتي عندما أنجبتني كانت شؤولا أي كانت عاجزة عن در الحليب من صدرها وكانت تلك السنة التي ولدت فيها سنة صعبة ولم يكن الحليب الاصطناعي معروفا عند أهل قريتنا ولذلك كان الحل هو تتنقل بي والدتي وجدتي بين النساء اللواتي أنجبن في تلك السنة لأرضع مع أبنائهن ذكورا وإناثا والحمد لله أن لي اليوم عدد كبير من الإخوة والأخوات من الرضاعة وهناك من النساء من أرضعتني حولين كاملين وهي في مقام أمي ولم تحل هذه المشكلة إلا عندما اكتشف والدي الحليب الاصطناعي أو دله عليه احد معارفه. نشأت في عائلة متماسكة . درست تعليمي الابتدائي في مدرستين . السنة الأولى درستها بالمكتب الكبير بقفصة سنة 1964 وكان معلمي المرحوم عبد القادر مامي وهو رجل طيب أتذكر ملامحه إلى حد الآن . دخلت المدرسة بعد حفظت عند مؤدب القرية جانبا مهما من القران الكريم ساعدني على التفوق ثم التحقت بمدرسة التوفيق ببن عون وكنت اقطع المسافة بين دارنا والمدرسة وهي 14 كلم تقريبا على الأقدام كل يوم ذهابا وإيابا يعني 28 كلم وكنت والحمد لله من المتفوقين في دراستي حتى أنني لم ادرس السنة الثانية وتم إلحاقي مباشرة بالسنة الثالثة . درست تعليمي الثانوي بمعهد حي الشباب بقفصة ومعهد الحسين بوزيان والطريف أنني التقيت في السنة الثانية بالنة معلمي في السنة الأولى ابتدائي السيدة الفاضلة نجاة مامي لتكون أستاذتي في مادة العربية وكان زميلي في نفس القسم شقيقها الزميل الإذاعي والإعلامي اليوم طارق مامي. وكان من أساتذتي أيضا عدد كبير رعوا موهبتي الأدبية مثل على الغانمي ومحمد قزاح وعبد العزيز فاخت وفيلسوف قفصة عبد الحميد الزاهي رحمه الله .انتسبت إلى معهد الصحافة وعلوم الإخبار وشاركت في دورات تكوينية عديدة في الصحافة في تونس والخارج أهلتني إلى أن أصبح صحفيا محترفا منذ سنة 1980.وكنت أثناء دراستي مغرما جدا بالأدب وعضوا بالنادي الأدبي بقفصة ومراسلا هاويا لعديد الإذاعات وكونت ناديا لأصدقاء إذاعة برلين في قريتنا سنة 1972 من بيني وشقيقاتي وبعض أبناء الدوار وناديا لمستمعي إذاعة صفاقس وكنت اقبل على قراءة كل ما يقع بين يدي كما كنت اشتغل في الحضائر صيفا رغم أن رئيس الحضيرة كان حليما بي فلم يكن يكلفني بأعمال صعبة لأنه من حسن حظي كان مثقفا ولذلك كان يكلفني بان اقرأ له ما كان يأتي به من جرائد قديمة
----
س 2 : ما هي هواياتك المفضلة سيدي الكريم ؟ 
ج 2 : الحقيقة ليست لي هوايات كثيرة مثلا أنا لا العب الورق ولا الديمينو حياتي كلها موزعة بين القراءة والكتابة والاستماع إلى الإذاعات والآن الانترنت والفيسبوك . يعني ليس لدي وقت فراغ كبير أملأه بالهوايات أو ممارسة هواية معينة .أحب السفر كثيرا ولذلك اعتز أني زرت تقريبا جل البلدان العربية أكثر من مرة وبعض الدول الأوروبية والاسكندينافية مثل باريس والسويد وهولندا وأحب كثيرا التردد على عاصمة النور باريس والمغرب ولي فيها ذكريات رائعة وجميلة
----
س 3 : وماذا أفدت من هذا الكم من السفرات خارج الحدود . هل أفهم أن اقتفاءك سيرة ابن بطوطة أو بعضا من خط فيلياس فوك طوعا أو اضطرارا قد أكسبك زادا معرفيا حول المجتمعات المزارة فضلا عن فضيلة قبولك بالرأي المخالف من خلال انفتاحك على الآخر ؟ 
ج 3 : اولا انا مدين للصحافة التي وفرت لي فرصة القيام لهذه الزيارات لحضور ندوات ثقافية ومهرجانات ومواكبة احداث كبرى في هذه العواصم وهو ما مكنني من توسيع افقي المعرفي والاطلاع على ثقافات هذه الشعوب والالتقاء بكبار المثقفين في الغالمالى جانب ان هذه الزيارات وفرت لي فرصة تعميق صداقاتي مع الفاعلين في المشهد الثقافي واعطتني فرصة الاقتراب من الزعماء والرؤوساء تناولت العشاء مع عدد من المثقفين العرب على مائدة الرئيس بوتفليقة في الجزائر والتقيت بالملك محمد السادس في المغرب وبامير الكويت لما كان وزيرا للخارجية وبالرئيس الفرنسي جاك شيراك لما كان رئيسا لبلدية باريس. اما ما جنيته من هذه الزيارات والسفرات فهو كثير اهمها كتابان من اعز كتبي كتاب مذكرات صحفي في الوطن العربي وكتاب دفتر سفر وبعض المقالات والارتسامات الاخرى المنشورة في بقية كتبي الثلاثة عشر المنشورة وبرامجي الاذاعية الكثير ة ومنا برنامج جوائز ادبية في الوطن العربي وبرنامج قول على قول وبرنامجمكتبات عربية الى غير ذلك بكلام اخر السفر بالنسبة لي هو ميلاد جديد وثقافة جديدة اكتسبها من خلال احتكاكي بالناس والاخرين في البلدان التي ازورها . 

---
س 4 : ما هي القيم والمبادئ التي يؤمن بها السيد محمود ويسعى إلى بلورتها على سطر حياته ؟ 
ج 4 : الصدق والإخلاص والمحبة والعمل مستلهما قول الله تعالى ونفس وما سواها فاهمها فجورها وتقواها . أؤمن بان الحياة مشوار قصير وهي هبة من المولى لا ندري متى تنتهي مصداقا لقوله تعالى لا تدري نفس ماذا تكسب غدا ولا تدري نفس بأي ارض تموت . أؤمن أن من شيم الإنسان التواضع لان من تواضع لله رفعه واستحضر دائما قول الشاعر تواضع تكن كالبدر لاح لناظر وضيع وهو رفيع ولا تكن كالدخان لاح لناظر رفيع وهو وضيع .                                                                                                                          الحياة أمانة يا صديقي وعلينا أن نحسن التصرف فيها بالعمل الصالح المفيد الذي ينفع الناس ويمكث في الأرض

---

س 5 : سيد محمود لو تحدثنا عن رحلتك مع القلم الصحفي ؟

ج 5 : قد تستغرب أن تعلم أنني بدأت الصحافة وأنا في سن مبكرة جدا . بدأت الكتابة في المجلة المدرسية التي كان يصدرها معهدنا وكانت خطتي نائب رئيس التحرير وكذلك في المجلة الحائطية بنفس المعهد وهي عبارة عن جريدة أسبوعية كنا نجمع مواضيعها ويتكفل بكتابة النصوص احد زملائنا من أسرة التحرير لان خطه كان جميلا وكنا نصدرها كل يوم جمعة ومن هناك تشجعت وراسلت عدة صحف وأول خاطرة نشرتها لي مجلة الإذاعة في جويلية 72 في ركن بريدكم وكانت حول نقد البرامج الإذاعية كما نشرت لي جريدة العمل وجريدة المسيرة ثم أصبحت مراسلا لجريدة كل الناس وأنا تلميذ وأسندت لي بطاقة صحفية وهذه الإرهاصات كلها هيأتني في ما بعد للعمل الصحفي المحترف الذي اكتمل عندي بإصدار مجلة مرآة الوسط سنة 1981 ثم الكتابة في كل الصحف التونسية تقريبا واليوم أنا أوظف تجربتي في الكتابة براحة تامة في الصحف التونسية والعربية مثل العربي والفيصل والمجلة العربية وعالم الفنون لي عمود أسبوعي بجريدة الصريح ومقال أسبوعي بجريدة السوسنة الأردنية ودخلت عالم الصحافة الرقمية أو الالكترونية من خلال الكتابة في عديد الصحف ثم أسست جريدة الزمن التونسي مدة سنة وحاليا اشرف على جريدة قمر نيوز الالكترونية التي أوظف فيها كل ما اكتسبته من تجربة في عالم الصحافة الالكترونية أما إنتاجي الإذاعي والتلفزي فقد سار بشكل مواز مع تجربتي في الصحافة المكتوبة والصحافة الالكترونية وأثمر عديد البرامج التي اعتز بها في إذاعات صفاقس وقفصة والمنستير والإذاعة الوطنية وحاليا إذاعتي التي أسستها وهي إذاعة راديو قمر نيوز وهي إذاعة على الانترنت .
---

س 6 : سيد محمود كم هو جميل أن تنخرط في الجمعيات منذ نعومة أظفارك من خلال الجمعيات الناشطة بالمؤسسات التربوية وكم هو جميل أن تكون المجلة المدرسية قاب قوسين عن مجلة ثقافية مدنية سيارة ومنها كان الانفتاح على المشهد الإعلامي والثقافي العام  ؟ كيف تقيم مجال التنشيط الثقافي المدرسي قبلا وراهنا وهل لك تصورا لكما يجب أن يكون ؟

ج 6 : نعم. هذا سؤال جيد . أنا ابن الحراك الثقافي المدرسي وخصوصا منظمة الشبيبة المدرسية التي تكونت في صفوفها وكنت الكاتب العام المساعد للمكتب الجهوي للشبيبة المدرسية بقفصة مع القيدوم الكبير إبراهيم العبيدي. ومن مباعث السعادة عندي أن المكتب الوطني للشبيبة المدرسية أكرمني منذ ثلاث أو أربع سنوات بميدالية الخمسينية كأحد قدماء الشبيبة المدرسية. ما أراه أن مؤسساتنا التربوية تخلت عن بعض التقاليد الرائعة والجميلة التي كانت تساهم في تكوين شخصية التلميذ وتنتقل به من مستوى الشخص إلى مستوى الشخصية وبغياب هذه التقاليد عم الانفلات المؤسسة التربوية ودخلت مؤسساتنا آفات اجتماعية خطيرة ما كان لها أن تدخل لو كان النشاط الثقافي المدرسي موجودا إنا وأبناء جيلي تعلمنا الأدب في نوادي الأدب المدرسية عشية كل جمعة وكذلك السينما والمسرح والكتابة الصحفية . أين كل هذه التقاليد اليوم لقد ضاعت مع الأسف والنتيجة كما ترون
---

س 7 : سيد محمود : وقلمك الخارج من رحم الإعلام المدرسي  . فهل من دور لعبته مجلتك التي أصدرتها بمسقط رأسك سيدي بوزيد - لمدة تربو عن العقود الثلاثة - في الإحاطة بالأقلام التلمذية الواعدة تأسّيا بما نلته من حظوة في بداياتك ثم عرفانا بالجميل للمدرسة وإيمانا منك بالطاقة الإبداعية الكامنة في الناشئة التلمذية ؟

ج 7 : لقد حاولت يا صديقي قدر جهدي أن تكون مرآة الوسط مفتوحة لكل الأقلام الشابة والأخذ بيد الموهوبين منهم ونشرنا للكثيرين منهم واعتز اليوم أن أقول إن مجلة مرآة الوسط التي أنشأتها بجهدي الخاص وصدر منها ما يزيد عن 460 عدد لم تتخلف يوما في الإحاطة بالشباب والأخذ بأيديه . أقمنا المسابقات التشجيعية وأكثر من ذلك احدث اكبر مهرجان أدبي يعنى بأدب الشباب هو مهرجان مرآة الوسط الأدبي والثقافي انتظمت منه 23 دورة ونحن اليوم نملك أرشيفا كبيرا لكتابات الشبان الذين مروا من هذا المهرجان وهم اليوم أسماء بارزة في الساحة الأدبية والإعلامية رغم تنكر البعض. ولكن أنا مؤمن برسالتي الحضارية في المجتمع واعتز دائما أن أول مرور لي في الساحة الأدبية كان عبر نادي الأدب ابن منظور بقفصة رفقة مجموعة من الأصدقاء قبل أن تعانق نصوصي الإذاعات ولبرنامج هواة الأدب خصوصا وبرنامج من النافذة بإذاعة صفاقس وبرنامج صور من الحياة لبوراوي بن عبد العزيز في الإذاعة الوطنية ونشرت أول قصة أدبية بإمضائي سنة 1972 في صفحة الأحد بجريدة الصباح التي كان يشرف عليها الصديق صالح الحاجة مدير وصاحب جريدة الصريح التي اعتز أنني احد كتابها
---

س 8 : سيد محمود ما رأيك في من لا يروم غير معسول الكلام حتى بليّ عصا الحقيقة والواقع ورميك بأشنع النعوت لو صدعت بالحقيقة المرّة وأشير هنا إلى ما أصدعت به من مناقب الزعيم بورقيبة والمكاسب التي تحققت لتونس الاستقلال فضلا عن الهالة التي ألصقت بالبوعزيزي مع علم الناس بكواليس الحقيقة ؟
ج 8 : أنا رجل تربيت في مدرسة الصدق أو قل الحق ولو كان مرا ولقد كنت متألما كيف أن البعض من السياسيين والإعلاميين والحقوقيين ضخم صورة احتراق البوعزيزي ومثلما قلت في مقالي بجريدة وقد نشر بعديد المواقع الالكترونية أن الحادثة أصيبت بهالة كبيرة من المغالطات وشحن الرأي العام بهدف الوصول إلى إسقاط النظام . هذه هي الحقيقة وقد اخترق قبل البوعزيزي كثيرون واخترق بعده كثيرون ولكن حادثة البوعزيزي وقع استغلالها وتضخيمها بهدف الإجهاز على النظام وإسقاطه واستغلال غضب الشعب من تصرفات الطرابلسية. وبالنسبة للزعيم بورقيبة فقد غاضني ألا يذكر المرزوقي مجرد الذكر في عيد الاستقلال وهو صانعه يومها بكيت فانا رجل هيا لي القدر أن اقترب من الزعيم وأواكب زياراته كصحفي وأقدم بين يديه البرامج الثقافية واحظي بتشجيعه الأبوي واعتز بصوري معه وأنني قدمت له العدد الأول من مرآة الوسط فشجعني كثيرا وقال لي أنا بدأت حياتي صحفيا وأسست جريدتين هما العمل ولاكسيون. أنا أحب الزعيم محبة خاصة رأيته أول مرة في حياتي وأنا طفل صغير بالشورت وعمري لا يتجاوز ثماني سنوات عندما زار مدينة قفصة سنة 1964 وكان مكتبنا الذي ادرس به يقع قبالة مركز ولاية قفصة وخرجنا كلنا لاستقباله والترحيب به يحيا بورقيبة

---

س 9 : سيد محمود مع المسيرة الطويلة الموفقة في الصحافة والكتابة مع ما استتبع ذلك من تتويجات وأوسمة – حتى صرت أنت ذاتك الموسّم لغيرك - نلحظ نبرة استياء ذات تعليق لك جاء فيه : " نحن اكبر من تفاهاتكم ..مهما فعلتم تبقون صغارا ولن تكبروا " . ماذا لو كشفت للسادة القراء شفرة هذا الكلام الملغز ؟
ج 9 : في الحقيقة عودت نفسي دائما على تجاوز إساءات الآخرين وألا اهتم كثيرا بمن يحاول الإساءة إلي أو محاولة عرقلتي ورغم ذلك فأحيانا وأنا إنسان اشعر بالكثير من الألم لان اغلب هذه الإساءات مجانية ولا مبرر لها وتصدر عن أشخاص قدمت لهم العون والمساعدة فيقابلون الجميل بالإساءة والجحود . وكاذب من يقول لك انه لا يتأثر عندما يكون مستهدفا من الغير بشكل مجاني وربما هذا من الجوانب الأساسية التي تشكل إنسانية الإنسان. وأصدقك القول إنني أجد في نفسي دائما القدرة على الرد على هؤلاء بالعمل وعدم الالتفات إلى ممارساتهم الصبيانية. لا أريد أن ادخل في التفاصيل حتى لا أعطي فرصة الشهرة على لساني لمن لا يستحق حتى مجرد الذكر. هم يعرفون أنفسهم وسيظلون صغارا . مهما فعلوا .أعفيني من التفاصيل يا صديقي وأجدد لك الشكر على هذه الاستضافة وعلى إتاحة هذه الفرصة من خلال أسئلة ذكية ومدروسة لتقديم بعض التفاصيل حول مسيرتي الأدبية والإعلامية وإسهامي في المشهد الثقافي الذي أنا متواجد فيه منذ قرابة 35 سنة أثمر ثلاثة عشر كتابا مطبوعا ومئات المقالات في أشهر المجلات العربية وعديد البرامج الإذاعية بعضها تحول إلى كتب وأيضا عديد الجوائز والأوسمة من تونس وعديد البلدان العربية والمنظمات والجمعيات الثقافية وبهذا أنا فخور ومعتز ومتواضع أيضا لان ما قدمته ليس كل ما كنت احلم به وربما يكون ذلك في مستقبل الأيام..
---

س 10 : سيد محمود من كلمة أخيرة ترغب في تقديمها في خاتمة حوارنا ؟
ج 10 : اعتقد أنني خدمت بلدي بما استطيع . وكنت دائما حريصا على الوفاء لمبادئي وللقيم التي أؤمن . اعتقد أن الثقافة هي البوابة التي يجب إن نعبر منها جميعا لإصلاح ما افسدته السياسة واعتقد كذلك أن للإعلاميين اليوم رسالة بناء لابد أن ينهضوا بها وان الذين يرفعون شعار إعلام العار يريدون تركيع الإعلام من جديد بعد أن حررته ثورة 14 جانفي .
وأود أن أقول انه من حسن حظي إن توفرت لي فرص كثيرة في هذه الدنيا من اجل انجاز ما كنت أحلم به . لقد وفرت لي عائلتي في المقام الأول المناخ الذي ساعدني على النجاح إن كان هناك نجاح وفي أحيان كثيرة كان ذلك على حساب وقت العائلة. أما عن الربيع العربي فلا استطيع أن أقول إلا انه بات يتحول إلى شتاء.فقد كانت دخلته مع دخول الليالي السود.حسب ما هو مثبت في الكالندرييه // الرزنامة //

/ انتهى في 09/04/2013 الساعة 13.30‏



س 1 : بإيجاز كيف يقدم السيد محمود الحرشاني نفسه للسادة القراء ؟
ج 1 : أنا من مواليد الثاني من نوفمبر سنة 1955 بقرية ريفية من قرى ولاية سيدي بوزيد كائنة بمعتمدية سيدي علي بن عون اسمها الواعرة على سفح جبل سيدي علي بن عون وعلى مقربة واصال بجبل سيدي عيش الذي كان مسرحا لمعارك طاحنة بين المقاومين التونسيين والجيش الفرنسي أثناء معركة التحرير .أنا المولود البكر لوالدي الذي تزوج من ابنة عمه .والطريف إنني كنت مهددا لا قدر الله بالموت فوالدتي عندما أنجبتني كانت شؤولا أي كانت عاجزة عن در الحليب من صدرها وكانت تلك السنة التي ولدت فيها سنة صعبة ولم يكن الحليب الاصطناعي معروفا عند أهل قريتنا ولذلك كان الحل هو تتنقل بي والدتي وجدتي بين النساء اللواتي أنجبن في تلك السنة لأرضع مع أبنائهن ذكورا وإناثا والحمد لله أن لي اليوم عدد كبير من الإخوة والأخوات من الرضاعة وهناك من النساء من أرضعتني حولين كاملين وهي في مقام أمي ولم تحل هذه المشكلة إلا عندما اكتشف والدي الحليب الاصطناعي أو دله عليه احد معارفه. نشأت في عائلة متماسكة . درست تعليمي الابتدائي في مدرستين . السنة الأولى درستها بالمكتب الكبير بقفصة سنة 1964 وكان معلمي المرحوم عبد القادر مامي وهو رجل طيب أتذكر ملامحه إلى حد الآن . دخلت المدرسة بعد حفظت عند مؤدب القرية جانبا مهما من القران الكريم ساعدني على التفوق ثم التحقت بمدرسة التوفيق ببن عون وكنت اقطع المسافة بين دارنا والمدرسة وهي 14 كلم تقريبا على الأقدام كل يوم ذهابا وإيابا يعني 28 كلم وكنت والحمد لله من المتفوقين في دراستي حتى أنني لم ادرس السنة الثانية وتم إلحاقي مباشرة بالسنة الثالثة . درست تعليمي الثانوي بمعهد حي الشباب بقفصة ومعهد الحسين بوزيان والطريف أنني التقيت في السنة الثانية بالنة معلمي في السنة الأولى ابتدائي السيدة الفاضلة نجاة مامي لتكون أستاذتي في مادة العربية وكان زميلي في نفس القسم شقيقها الزميل الإذاعي والإعلامي اليوم طارق مامي. وكان من أساتذتي أيضا عدد كبير رعوا موهبتي الأدبية مثل على الغانمي ومحمد قزاح وعبد العزيز فاخت وفيلسوف قفصة عبد الحميد الزاهي رحمه الله .انتسبت إلى معهد الصحافة وعلوم الإخبار وشاركت في دورات تكوينية عديدة في الصحافة في تونس والخارج أهلتني إلى أن أصبح صحفيا محترفا منذ سنة 1980.وكنت أثناء دراستي مغرما جدا بالأدب وعضوا بالنادي الأدبي بقفصة ومراسلا هاويا لعديد الإذاعات وكونت ناديا لأصدقاء إذاعة برلين في قريتنا سنة 1972 من بيني وشقيقاتي وبعض أبناء الدوار وناديا لمستمعي إذاعة صفاقس وكنت اقبل على قراءة كل ما يقع بين يدي كما كنت اشتغل في الحضائر صيفا رغم أن رئيس الحضيرة كان حليما بي فلم يكن يكلفني بأعمال صعبة لأنه من حسن حظي كان مثقفا ولذلك كان يكلفني بان اقرأ له ما كان يأتي به من جرائد قديمة
----
س 2 : ما هي هواياتك المفضلة سيدي الكريم ؟
ج 2 : الحقيقة ليست لي هوايات كثيرة مثلا أنا لا العب الورق ولا الديمينو حياتي كلها موزعة بين القراءة والكتابة والاستماع إلى الإذاعات والآن الانترنت والفيسبوك . يعني ليس لدي وقت فراغ كبير أملأه بالهوايات أو ممارسة هواية معينة .أحب السفر كثيرا ولذلك اعتز أني زرت تقريبا جل البلدان العربية أكثر من مرة وبعض الدول الأوروبية والاسكندينافية مثل باريس والسويد وهولندا وأحب كثيرا التردد على عاصمة النور باريس والمغرب ولي فيها ذكريات رائعة وجميلة
----
س 3 : وماذا أفدت من هذا الكم من السفرات خارج الحدود . هل أفهم أن اقتفاءك سيرة ابن بطوطة أو بعضا من خط فيلياس فوك طوعا أو اضطرارا قد أكسبك زادا معرفيا حول المجتمعات المزارة فضلا عن فضيلة قبولك بالرأي المخالف من خلال انفتاحك على الآخر ؟
ج 3 : اولا انا مدين للصحافة التي وفرت لي فرصة القيام لهذه الزيارات لحضور ندوات ثقافية ومهرجانات ومواكبة احداث كبرى في هذه العواصم وهو ما مكنني من توسيع افقي المعرفي والاطلاع على ثقافات هذه الشعوب والالتقاء بكبار المثقفين في الغالمالى جانب ان هذه الزيارات وفرت لي فرصة تعميق صداقاتي مع الفاعلين في المشهد الثقافي واعطتني فرصة الاقتراب من الزعماء والرؤوساء تناولت العشاء مع عدد من المثقفين العرب على مائدة الرئيس بوتفليقة في الجزائر والتقيت بالملك محمد السادس في المغرب وبامير الكويت لما كان وزيرا للخارجية وبالرئيس الفرنسي جاك شيراك لما كان رئيسا لبلدية باريس. اما ما جنيته من هذه الزيارات والسفرات فهو كثير اهمها كتابان من اعز كتبي كتاب مذكرات صحفي في الوطن العربي وكتاب دفتر سفر وبعض المقالات والارتسامات الاخرى المنشورة في بقية كتبي الثلاثة عشر المنشورة وبرامجي الاذاعية الكثير ة ومنا برنامج جوائز ادبية في الوطن العربي وبرنامج قول على قول وبرنامجمكتبات عربية الى غير ذلك بكلام اخر السفر بالنسبة لي هو ميلاد جديد وثقافة جديدة اكتسبها من خلال احتكاكي بالناس والاخرين في البلدان التي ازورها .

---
س 4 : ما هي القيم والمبادئ التي يؤمن بها السيد محمود ويسعى إلى بلورتها على سطر حياته ؟
ج 4 : الصدق والإخلاص والمحبة والعمل مستلهما قول الله تعالى ونفس وما سواها فاهمها فجورها وتقواها . أؤمن بان الحياة مشوار قصير وهي هبة من المولى لا ندري متى تنتهي مصداقا لقوله تعالى لا تدري نفس ماذا تكسب غدا ولا تدري نفس بأي ارض تموت . أؤمن أن من شيم الإنسان التواضع لان من تواضع لله رفعه واستحضر دائما قول الشاعر تواضع تكن كالبدر لاح لناظر وضيع وهو رفيع ولا تكن كالدخان لاح لناظر رفيع وهو وضيع . الحياة أمانة يا صديقي وعلينا أن نحسن التصرف فيها بالعمل الصالح المفيد الذي ينفع الناس ويمكث في الأرض

---

س 5 : سيد محمود لو تحدثنا عن رحلتك مع القلم الصحفي ؟

ج 5 : قد تستغرب أن تعلم أنني بدأت الصحافة وأنا في سن مبكرة جدا . بدأت الكتابة في المجلة المدرسية التي كان يصدرها معهدنا وكانت خطتي نائب رئيس التحرير وكذلك في المجلة الحائطية بنفس المعهد وهي عبارة عن جريدة أسبوعية كنا نجمع مواضيعها ويتكفل بكتابة النصوص احد زملائنا من أسرة التحرير لان خطه كان جميلا وكنا نصدرها كل يوم جمعة ومن هناك تشجعت وراسلت عدة صحف وأول خاطرة نشرتها لي مجلة الإذاعة في جويلية 72 في ركن بريدكم وكانت حول نقد البرامج الإذاعية كما نشرت لي جريدة العمل وجريدة المسيرة ثم أصبحت مراسلا لجريدة كل الناس وأنا تلميذ وأسندت لي بطاقة صحفية وهذه الإرهاصات كلها هيأتني في ما بعد للعمل الصحفي المحترف الذي اكتمل عندي بإصدار مجلة مرآة الوسط سنة 1981 ثم الكتابة في كل الصحف التونسية تقريبا واليوم أنا أوظف تجربتي في الكتابة براحة تامة في الصحف التونسية والعربية مثل العربي والفيصل والمجلة العربية وعالم الفنون لي عمود أسبوعي بجريدة الصريح ومقال أسبوعي بجريدة السوسنة الأردنية ودخلت عالم الصحافة الرقمية أو الالكترونية من خلال الكتابة في عديد الصحف ثم أسست جريدة الزمن التونسي مدة سنة وحاليا اشرف على جريدة قمر نيوز الالكترونية التي أوظف فيها كل ما اكتسبته من تجربة في عالم الصحافة الالكترونية أما إنتاجي الإذاعي والتلفزي فقد سار بشكل مواز مع تجربتي في الصحافة المكتوبة والصحافة الالكترونية وأثمر عديد البرامج التي اعتز بها في إذاعات صفاقس وقفصة والمنستير والإذاعة الوطنية وحاليا إذاعتي التي أسستها وهي إذاعة راديو قمر نيوز وهي إذاعة على الانترنت .
---

س 6 : سيد محمود كم هو جميل أن تنخرط في الجمعيات منذ نعومة أظفارك من خلال الجمعيات الناشطة بالمؤسسات التربوية وكم هو جميل أن تكون المجلة المدرسية قاب قوسين عن مجلة ثقافية مدنية سيارة ومنها كان الانفتاح على المشهد الإعلامي والثقافي العام ؟ كيف تقيم مجال التنشيط الثقافي المدرسي قبلا وراهنا وهل لك تصورا لكما يجب أن يكون ؟

ج 6 : نعم. هذا سؤال جيد . أنا ابن الحراك الثقافي المدرسي وخصوصا منظمة الشبيبة المدرسية التي تكونت في صفوفها وكنت الكاتب العام المساعد للمكتب الجهوي للشبيبة المدرسية بقفصة مع القيدوم الكبير إبراهيم العبيدي. ومن مباعث السعادة عندي أن المكتب الوطني للشبيبة المدرسية أكرمني منذ ثلاث أو أربع سنوات بميدالية الخمسينية كأحد قدماء الشبيبة المدرسية. ما أراه أن مؤسساتنا التربوية تخلت عن بعض التقاليد الرائعة والجميلة التي كانت تساهم في تكوين شخصية التلميذ وتنتقل به من مستوى الشخص إلى مستوى الشخصية وبغياب هذه التقاليد عم الانفلات المؤسسة التربوية ودخلت مؤسساتنا آفات اجتماعية خطيرة ما كان لها أن تدخل لو كان النشاط الثقافي المدرسي موجودا إنا وأبناء جيلي تعلمنا الأدب في نوادي الأدب المدرسية عشية كل جمعة وكذلك السينما والمسرح والكتابة الصحفية . أين كل هذه التقاليد اليوم لقد ضاعت مع الأسف والنتيجة كما ترون
---

س 7 : سيد محمود : وقلمك الخارج من رحم الإعلام المدرسي . فهل من دور لعبته مجلتك التي أصدرتها بمسقط رأسك سيدي بوزيد - لمدة تربو عن العقود الثلاثة - في الإحاطة بالأقلام التلمذية الواعدة تأسّيا بما نلته من حظوة في بداياتك ثم عرفانا بالجميل للمدرسة وإيمانا منك بالطاقة الإبداعية الكامنة في الناشئة التلمذية ؟

ج 7 : لقد حاولت يا صديقي قدر جهدي أن تكون مرآة الوسط مفتوحة لكل الأقلام الشابة والأخذ بيد الموهوبين منهم ونشرنا للكثيرين منهم واعتز اليوم أن أقول إن مجلة مرآة الوسط التي أنشأتها بجهدي الخاص وصدر منها ما يزيد عن 460 عدد لم تتخلف يوما في الإحاطة بالشباب والأخذ بأيديه . أقمنا المسابقات التشجيعية وأكثر من ذلك احدث اكبر مهرجان أدبي يعنى بأدب الشباب هو مهرجان مرآة الوسط الأدبي والثقافي انتظمت منه 23 دورة ونحن اليوم نملك أرشيفا كبيرا لكتابات الشبان الذين مروا من هذا المهرجان وهم اليوم أسماء بارزة في الساحة الأدبية والإعلامية رغم تنكر البعض. ولكن أنا مؤمن برسالتي الحضارية في المجتمع واعتز دائما أن أول مرور لي في الساحة الأدبية كان عبر نادي الأدب ابن منظور بقفصة رفقة مجموعة من الأصدقاء قبل أن تعانق نصوصي الإذاعات ولبرنامج هواة الأدب خصوصا وبرنامج من النافذة بإذاعة صفاقس وبرنامج صور من الحياة لبوراوي بن عبد العزيز في الإذاعة الوطنية ونشرت أول قصة أدبية بإمضائي سنة 1972 في صفحة الأحد بجريدة الصباح التي كان يشرف عليها الصديق صالح الحاجة مدير وصاحب جريدة الصريح التي اعتز أنني احد كتابها
---

س 8 : سيد محمود ما رأيك في من لا يروم غير معسول الكلام حتى بليّ عصا الحقيقة والواقع ورميك بأشنع النعوت لو صدعت بالحقيقة المرّة وأشير هنا إلى ما أصدعت به من مناقب الزعيم بورقيبة والمكاسب التي تحققت لتونس الاستقلال فضلا عن الهالة التي ألصقت بالبوعزيزي مع علم الناس بكواليس الحقيقة ؟
ج 8 : أنا رجل تربيت في مدرسة الصدق أو قل الحق ولو كان مرا ولقد كنت متألما كيف أن البعض من السياسيين والإعلاميين والحقوقيين ضخم صورة احتراق البوعزيزي ومثلما قلت في مقالي بجريدة وقد نشر بعديد المواقع الالكترونية أن الحادثة أصيبت بهالة كبيرة من المغالطات وشحن الرأي العام بهدف الوصول إلى إسقاط النظام . هذه هي الحقيقة وقد اخترق قبل البوعزيزي كثيرون واخترق بعده كثيرون ولكن حادثة البوعزيزي وقع استغلالها وتضخيمها بهدف الإجهاز على النظام وإسقاطه واستغلال غضب الشعب من تصرفات الطرابلسية. وبالنسبة للزعيم بورقيبة فقد غاضني ألا يذكر المرزوقي مجرد الذكر في عيد الاستقلال وهو صانعه يومها بكيت فانا رجل هيا لي القدر أن اقترب من الزعيم وأواكب زياراته كصحفي وأقدم بين يديه البرامج الثقافية واحظي بتشجيعه الأبوي واعتز بصوري معه وأنني قدمت له العدد الأول من مرآة الوسط فشجعني كثيرا وقال لي أنا بدأت حياتي صحفيا وأسست جريدتين هما العمل ولاكسيون. أنا أحب الزعيم محبة خاصة رأيته أول مرة في حياتي وأنا طفل صغير بالشورت وعمري لا يتجاوز ثماني سنوات عندما زار مدينة قفصة سنة 1964 وكان مكتبنا الذي ادرس به يقع قبالة مركز ولاية قفصة وخرجنا كلنا لاستقباله والترحيب به يحيا بورقيبة

---

س 9 : سيد محمود مع المسيرة الطويلة الموفقة في الصحافة والكتابة مع ما استتبع ذلك من تتويجات وأوسمة – حتى صرت أنت ذاتك الموسّم لغيرك - نلحظ نبرة استياء ذات تعليق لك جاء فيه : " نحن اكبر من تفاهاتكم ..مهما فعلتم تبقون صغارا ولن تكبروا " . ماذا لو كشفت للسادة القراء شفرة هذا الكلام الملغز ؟
ج 9 : في الحقيقة عودت نفسي دائما على تجاوز إساءات الآخرين وألا اهتم كثيرا بمن يحاول الإساءة إلي أو محاولة عرقلتي ورغم ذلك فأحيانا وأنا إنسان اشعر بالكثير من الألم لان اغلب هذه الإساءات مجانية ولا مبرر لها وتصدر عن أشخاص قدمت لهم العون والمساعدة فيقابلون الجميل بالإساءة والجحود . وكاذب من يقول لك انه لا يتأثر عندما يكون مستهدفا من الغير بشكل مجاني وربما هذا من الجوانب الأساسية التي تشكل إنسانية الإنسان. وأصدقك القول إنني أجد في نفسي دائما القدرة على الرد على هؤلاء بالعمل وعدم الالتفات إلى ممارساتهم الصبيانية. لا أريد أن ادخل في التفاصيل حتى لا أعطي فرصة الشهرة على لساني لمن لا يستحق حتى مجرد الذكر. هم يعرفون أنفسهم وسيظلون صغارا . مهما فعلوا .أعفيني من التفاصيل يا صديقي وأجدد لك الشكر على هذه الاستضافة وعلى إتاحة هذه الفرصة من خلال أسئلة ذكية ومدروسة لتقديم بعض التفاصيل حول مسيرتي الأدبية والإعلامية وإسهامي في المشهد الثقافي الذي أنا متواجد فيه منذ قرابة 35 سنة أثمر ثلاثة عشر كتابا مطبوعا ومئات المقالات في أشهر المجلات العربية وعديد البرامج الإذاعية بعضها تحول إلى كتب وأيضا عديد الجوائز والأوسمة من تونس وعديد البلدان العربية والمنظمات والجمعيات الثقافية وبهذا أنا فخور ومعتز ومتواضع أيضا لان ما قدمته ليس كل ما كنت احلم به وربما يكون ذلك في مستقبل الأيام..
---

س 10 : سيد محمود من كلمة أخيرة ترغب في تقديمها في خاتمة حوارنا ؟
ج 10 : اعتقد أنني خدمت بلدي بما استطيع . وكنت دائما حريصا على الوفاء لمبادئي وللقيم التي أؤمن . اعتقد أن الثقافة هي البوابة التي يجب إن نعبر منها جميعا لإصلاح ما افسدته السياسة واعتقد كذلك أن للإعلاميين اليوم رسالة بناء لابد أن ينهضوا بها وان الذين يرفعون شعار إعلام العار يريدون تركيع الإعلام من جديد بعد أن حررته ثورة 14 جانفي .
وأود أن أقول انه من حسن حظي إن توفرت لي فرص كثيرة في هذه الدنيا من اجل انجاز ما كنت أحلم به . لقد وفرت لي عائلتي في المقام الأول المناخ الذي ساعدني على النجاح إن كان هناك نجاح وفي أحيان كثيرة كان ذلك على حساب وقت العائلة. أما عن الربيع العربي فلا استطيع أن أقول إلا انه بات يتحول إلى شتاء.فقد كانت دخلته مع دخول الليالي السود.حسب ما هو مثبت في الكالندرييه // الرزنامة //

/ انتهى في 09/04/2013 الساعة 13.30






comments

أحدث أقدم