بورقيبة الغائب البارز في خطاب المرزوقي في الذكرى57 لعيد الاستقلال
بقلم
محمود الحرشاني*
رئيس التحرير
لا اعتقد ان السيد الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي قد نام قرير العين مساء يوم الاربعاء 20 مارس بعد ان القى خطابه في قصر قرطاج بمناسبة الذكرى السابعة والخمسين لعيد الاستقلال وارتكب فيه خطا تاريخيا وسياسيا عندما قفز على اسم الزعيم الحبيب بورقيبة ولم يذكره وذكر الزعيم صالح بن يوسف....
بل على العكس تماما اعتقد ان الرئيس يشعر بالندم الان لانه انساق ربما وراء عواطفه الجياشة ونسي انه رئيس دولة وليس ابنا لاحد ضحايا بورقيبة باعتبار ان والده كان يوسفيا اي من اتباع صالح بن يوسف وشرد وهجر نتيجة مواقفه حتى انه مات في المهجر وفي المغرب تحديد.ا
من حق الرئيس ان يشعر بالالم والحزن على ما كابده والده نتيجة تحيزه لصالح بن يوسف الذي كانت له نظرة اخرى تخالف نظرة الزعيم بورقيبة وان والده دفع الثمن غاليا. .. ولكن ليس من حقه وهو رئيس الدولة الان أن يمتزج عنده الموضوعي بالذاتي ويغلب الذاتي على الموضوعي ويتجاهل اسم الزعيم بورقيبة في ذكرى عيد الاستقلال .. وهو يعلم سلفا ان تضحيات الزعيم بورقيبة وما كابده من ويلات السجون والمنافي والتفاف الجماهير حوله وتلبيتهم لدعوته لما دعاهم في خطابه التاريخي في مدينة بنزرت في 13 جانفي 1952 الى الكفاح المسلح ولتنطلق الثورة التونسية في 18 جانفي 1952 هي التي حققت هذا الاستقلال وجعلت فرنسا ترضخ لارادة الشعب....
من حقك يا سيادة الرئيس ان يكون لك موقفك الشخصي من بورقيبة وتقييمك لدوره التاريخي ولكن ليس من حقك وانت رئيس الجمهورية .. في ذكرى عيد الاستقلال ان لا تذكر بورقيبة كاحد المؤسسين الكبار لهذا الاستقلال..
لقد اعجبتني كلمتك التي قلتها في بداية خطابك . من "ان الاخوة المنتصرين سرعان ما اختلفوا وتباينت رؤاهم." وودت لو انك كنت منصفا للحقيقة وللتاريخ وانت الذي اسمك المنصف فتذكر اسم الزعيم بورقيبة بما يستحقه من اكبار وتقدير لدوره التاريخي وتذكر معه ايضا الزعيم صالح بن يوسف... ولعلك تعلم ان الرفاق المناضلين الاوائل اختاروا لبورقيبة صفة المجاهد الاكبر والتصقت به واختاروا لصالح بن يوسف صفة المجاهد الكبير والتصقت به ايضا.
ليس من حق احد يا سيادة الرئيس ان يقلب الحقائق التاريخية او يغمط حق الرجال من التبجيل والاحترام جزاء ما قدموه لهذا الوطن العزيز
انا احد الذين هيا لهم القدر ان يقتربوا من بورقيبة بحكم عملي الصحفي.اقتربت منه في عدة مناسبات واحمل له في قلبي ووجداني معزة كبيرة وخاصة. ولذلك شعرت بالحزن الشديد يعتصر قلبي وانا ارى المظاهر الباهته للاحتفال بعيد الاستقلال في بلدى وكان هذا العيد لا يساوي شيئا ولا يعني شيئا للحكام الجدد والحال ان استقلال تونس سنة 1956 كان البداية لتاسيس الدولة التونسية الحديثة وقد اقترن عندنا الاستقلال باسم بورقيبة. وبتلك العودة المظفرة للزعيم يوم غرة مارس 1955
كنا نامل من الحكومة ان تعطي للاحتفال بعيد الاستقلال ما يستحقه من عناية واهتمام وان تقام مظاهر الزينة في كل المدن والقرى ولكن مر هذا العيد باهتا يا سيادة الرئيس لولا ما فعلته باريس التي دشنت في يوم الاحتفال بذكرى عيد الاستقلال تمثالا ضخما للرئيس بورقيبة في الساحة التي تحمل اسمه
انني اعتقد ان الذين ارادوا طمس بورقيبة في هذا اليوم وتجنبوا ذكره قد شعروا بالخجل بعد فعلته بلدية باريس ليكون تدشين هذا التمثال والحديث عن بورقيبة ونضالاته من اجل تحقيق استقلال تونس في صدارة اهتمامات الصحف الفرنسية والمواقع الالكترونية
.................................
* كاتب ومحلل سياسي من تونس
رئيس تحرير جريدة قمر نيوز
إرسال تعليق