حتى لا تكون قنواتنا التلفزية ""الكثرة وقلة البركة ""
بقلم محمود حرشاني
رئيس التحرير
عرف المشهد الاتصالي في تونس بعد الثورة ميلاد العديد من القنوات التلفزية الجديدة .. ويبلغ عدد هذه القنوات اليوم 16 قناة اخرها قناة القلم التي اختارت ان تبث برامجها انطلاقا من مدينة صفاقس .. وياتي بعث هذه القنوات التلفزية واغلبها تابعة للقطاع الخاص ليكرس التعددية في المشهد الاعلامي التونسي بعد الثورة .. الا ان ما يؤخذ على هذه القنوات هو تشابه البرامج والمنوعات وان اختلفت العناوين واسماء المنشطين او المقدمين... ويغلب على جل برامج هذه القنوات الطابع السياسي من خلال عديد المنابر الحوارية المفتوحة ..بشكل خاص امام السياسيين دون غيرهم وذلك في شبه غياب واضح للمادة الثقافية او العلمية وكان بالثورة جاءت لتغتال الثقافة اعلاميا وخصوصا تلفزيا ..وهو ما يطرح سؤالا مهما هل ان التغييب للمادة الثقافية في القنوات التلفزية هو تغييب مقصود املته رغبة هذه القنوات المحمومة في مجاراة نسق المشهد السياسي الذي مازال يبحث عن استقرار وهو مشهد افرز بدوره حسب اعتقادنا تماما مثل سباق الخيول . في نهاية السباق مجموعة محدودة من الاحزاب التي باتت تتنافس على الحضور شبه اليومي في المنابر الحوارية التلفزية وتتنقل من قناة الى قناة بحثا عن حضور اعلامي لافت للنظر ..
وهو مشهد انخرطت فيه حتى القنوات الجديدة التي يبدو انها انطلقت من وسط الطريق لتجد نفسها في منافسة لم تكن مهياة لها سلفا حتى تفوز باكبر عد ممكن من المشاهدين من خلال اعتقادها خطا ان المادة السياسية حيث يكثر الصياح بين الحاضرين هي التي تجلب اهتمام المشاهد..
ومن مخاطر هذه الظاهرة وسلبياتها انها فرخت "" من الفراخ "" اشباه نجوم في المجال السياسي بات المشاهد يعرف اسماءهم وحتى اطروحاتهم السياسية قبل ان يتكلموا لكثرة ما شاهدهم هنا وهناك ..
الى جانب المتلهفين على الشهرة من خلال اشخاص نكرات ركبوا قطار الساعة الخامسة
والعشرين بعد نهاية الثورة ونصبوا انفسهم اوصياء عليها ومتكلمين باسمها تخت مسميات مختلفة ومنها صفة ناشط سياسي وناشط حقوقي وناشط من المجتمع المدني .. الى غير ذلك من هذه الصفات الفضفاضة التي يبدو ان البعض مزهوا بها سلاحهم هو السباب والشتيمة ومحاولة توجيه الاتهامات جزافا الى كل من يخالفهم الراي او من يرغبون في ان يقطعوا الطريق امام ظهوره..
حتى انك اصبحت على شبه قناعة تامة ان هذه البرامج الحوارية في قنواتنا التلفزية باتت اشبه بالمقاولات او مقامات اولياء الله الصالحين . قبل حرقها طبعا .. لا يؤمها الا من هم من معارف المنشط او المقدم عملا بقاعدة الاقربون او الاحباب اولى بالظهور حتى ولو ادى الامر الى تغييب من هم اقدر على الافادة والتزام الموضوعية في هذه الملفات .المهم ان يظهروا ونسوا قاعدة ثمينة تركها لنا الاجداد وهي ""ان الظهور يقطع الظهور .. ""
وعندما نظفر بمشاهدة وجه جديد في هذه القنوات والملفات الحوارية خصوصا نحمد الله على غياب وجوه كالحة الفنا رؤيتها مرارا وتكرارا حتى هللناها..
اننا نتفهم جيدا حرص بعض القنوات التلفزية على النجاح واستقطاب اكبر عدد من المشاهدين ولكن هذا الحرص اوقعها في عدة سلبيات ومنها ان هذه البرامج اصبحت مقسومة بين اسماء معروفة لا تخرج عن دارتهم الضيقة ..
من ناحية ثانية فان غياب الموضوعية يكاد يطغى على اغلب هذه البرامج لان الموضوعية تقتضي تقديم الراي والراي الاخر وعدم تجييشالراي العام لينصرف نحو وجهة معينة غالبا ما تكون متطابقة مع توجهات منتج الحصة او المنشط او حتى الادارة نفسها .وذا يضر بمصداقية هذه البرامج ومصداقية القناة نفسها وحياديتها وهي حيادية مطلوبه واساسية في العمل الاعلامي الناجح
.ومصيبة قنواتنا التلفزية عمومية وخاصة هو تسابقها المحموم نحو انتاج وتقديم البرامج التي تتخذ من هموم الناس ومعاناتهم اليومية مادة لها حتى وان اختلفت العناوين وتغير المنشطون . والذي تابع بعض هذه البرامج في حلقاتها الاخيرة يلاحظ انها "" لزت برشة للحم الحي "" واستباحة مناطق في الحوار كانت محرمة او بعيدة عن اهتمام وسائل الاعلام وخاصة التلفزة وذلك تحت طائلة فتح المواضيع المسكوت عنها باعتبارها جزءا من الواقع التونسي اليومي لحياة التونسيين ..ولكن هذا لا يبرر استنطاق امراة لا ناقة لها ولاجمل امام ملايين المشاهدين كي تعترف بانها انجبت ابنا ادعى انها امه وانجبته في ظروف غامضة مستظهرا بوثائق ادارية قد لا تكون كافية لاثبات ان المرأة المقهورة هي فعلا ام الشاب الجالس في الجانب الاخر من الإستوديو ......
او ان تتحول اسرار الفراش وعلاقة الزوج بزوجته وهي علاقة خاصة جدا الى امر مشاع في التلفزة ويقضي المشاهد حوالي 35 دقيقة في حوار غريب بين زوج يطالب بحقة الشرعي من زوجته في الفراش وزوجة في منتهى الخجل لا تملك من ادوات الدفاع عن نفسها سوى القول "" هو يشبع البرة ويحيني "" ولا نعرف ماذا كانت تقصد بمعنى الشبع هنا..
لست متزمتا .. ولا املك عقلا مربوطا.. ولكن لا اعتقد انه بالامكان ان نخوض في قضايا الفراش بين زوج وزوجته على شاشة التلفزة في برنامج يحظى بارفع نسب المشاهدة مع احترامي لاجتهاد المنشط وقدرته على تناول هذا الموضوع بكامل الحياء على الاقل من طرفه..
يبقى السؤال هل كتب على التونسيين ان تكون السياسة ولغة الفراشوما بينهما هي الطبق اليومي لما تقدمه لنا قنواتنا التلفزية في برامج متشابهة متكررة لا يختلف فيها الا الديكور واسم المنشط..
في اعتقادي ان نجاح اي قناة تلفزيه ياتي خصوصا من تميزها وتقديم برامج ليست موجودة عند القنوات الاخرى وتجنب دعوة الضيوف الذين تستدعيهم القنوات الاخرى احيانا للحديث في نفس الموضوع..
قد كنا نغفرللتلفزات ان تفعل هذا . عندما كان عددها محدودا اما اليوم وقد اصبحت لنا 16 قناة تلفزيه وهناك قناة جديدة في البث التجريبي يبدو انها مختصة في المادة الدعوية
كل هذا يجعلنا نطالب من قنواتنا ان تراجع سياساتها الانتاجية والا تستسهل العملية وان تبحث عن وجوه جديده تعطيها فرصة الانتاج والتقديم والتنشيط..
ورجاءا ...كفوا عن استضافة // الحارة // المعروفة من الشخصيات السياسية والحقوقية التي لها اكثر من سنتين وهي كل ليلة تطل علينا من هذه القناة او تلك... ...
..........................
لا يسمح بنشر هذا المقال دون اذن من صاحبه او موقع قمر نيوز
.....................
صديقي العزيز الان بعد ان قرات هذا المقال ارجو ان تساهم معي برايك وان تكتبه في ركن التنعاليق او ان ترسله لي على صفحتي على الفايس بوك
بقلم محمود حرشاني
رئيس التحرير
عرف المشهد الاتصالي في تونس بعد الثورة ميلاد العديد من القنوات التلفزية الجديدة .. ويبلغ عدد هذه القنوات اليوم 16 قناة اخرها قناة القلم التي اختارت ان تبث برامجها انطلاقا من مدينة صفاقس .. وياتي بعث هذه القنوات التلفزية واغلبها تابعة للقطاع الخاص ليكرس التعددية في المشهد الاعلامي التونسي بعد الثورة .. الا ان ما يؤخذ على هذه القنوات هو تشابه البرامج والمنوعات وان اختلفت العناوين واسماء المنشطين او المقدمين... ويغلب على جل برامج هذه القنوات الطابع السياسي من خلال عديد المنابر الحوارية المفتوحة ..بشكل خاص امام السياسيين دون غيرهم وذلك في شبه غياب واضح للمادة الثقافية او العلمية وكان بالثورة جاءت لتغتال الثقافة اعلاميا وخصوصا تلفزيا ..وهو ما يطرح سؤالا مهما هل ان التغييب للمادة الثقافية في القنوات التلفزية هو تغييب مقصود املته رغبة هذه القنوات المحمومة في مجاراة نسق المشهد السياسي الذي مازال يبحث عن استقرار وهو مشهد افرز بدوره حسب اعتقادنا تماما مثل سباق الخيول . في نهاية السباق مجموعة محدودة من الاحزاب التي باتت تتنافس على الحضور شبه اليومي في المنابر الحوارية التلفزية وتتنقل من قناة الى قناة بحثا عن حضور اعلامي لافت للنظر ..
وهو مشهد انخرطت فيه حتى القنوات الجديدة التي يبدو انها انطلقت من وسط الطريق لتجد نفسها في منافسة لم تكن مهياة لها سلفا حتى تفوز باكبر عد ممكن من المشاهدين من خلال اعتقادها خطا ان المادة السياسية حيث يكثر الصياح بين الحاضرين هي التي تجلب اهتمام المشاهد..
ومن مخاطر هذه الظاهرة وسلبياتها انها فرخت "" من الفراخ "" اشباه نجوم في المجال السياسي بات المشاهد يعرف اسماءهم وحتى اطروحاتهم السياسية قبل ان يتكلموا لكثرة ما شاهدهم هنا وهناك ..
الى جانب المتلهفين على الشهرة من خلال اشخاص نكرات ركبوا قطار الساعة الخامسة
والعشرين بعد نهاية الثورة ونصبوا انفسهم اوصياء عليها ومتكلمين باسمها تخت مسميات مختلفة ومنها صفة ناشط سياسي وناشط حقوقي وناشط من المجتمع المدني .. الى غير ذلك من هذه الصفات الفضفاضة التي يبدو ان البعض مزهوا بها سلاحهم هو السباب والشتيمة ومحاولة توجيه الاتهامات جزافا الى كل من يخالفهم الراي او من يرغبون في ان يقطعوا الطريق امام ظهوره..
حتى انك اصبحت على شبه قناعة تامة ان هذه البرامج الحوارية في قنواتنا التلفزية باتت اشبه بالمقاولات او مقامات اولياء الله الصالحين . قبل حرقها طبعا .. لا يؤمها الا من هم من معارف المنشط او المقدم عملا بقاعدة الاقربون او الاحباب اولى بالظهور حتى ولو ادى الامر الى تغييب من هم اقدر على الافادة والتزام الموضوعية في هذه الملفات .المهم ان يظهروا ونسوا قاعدة ثمينة تركها لنا الاجداد وهي ""ان الظهور يقطع الظهور .. ""
وعندما نظفر بمشاهدة وجه جديد في هذه القنوات والملفات الحوارية خصوصا نحمد الله على غياب وجوه كالحة الفنا رؤيتها مرارا وتكرارا حتى هللناها..
اننا نتفهم جيدا حرص بعض القنوات التلفزية على النجاح واستقطاب اكبر عدد من المشاهدين ولكن هذا الحرص اوقعها في عدة سلبيات ومنها ان هذه البرامج اصبحت مقسومة بين اسماء معروفة لا تخرج عن دارتهم الضيقة ..
من ناحية ثانية فان غياب الموضوعية يكاد يطغى على اغلب هذه البرامج لان الموضوعية تقتضي تقديم الراي والراي الاخر وعدم تجييشالراي العام لينصرف نحو وجهة معينة غالبا ما تكون متطابقة مع توجهات منتج الحصة او المنشط او حتى الادارة نفسها .وذا يضر بمصداقية هذه البرامج ومصداقية القناة نفسها وحياديتها وهي حيادية مطلوبه واساسية في العمل الاعلامي الناجح
.ومصيبة قنواتنا التلفزية عمومية وخاصة هو تسابقها المحموم نحو انتاج وتقديم البرامج التي تتخذ من هموم الناس ومعاناتهم اليومية مادة لها حتى وان اختلفت العناوين وتغير المنشطون . والذي تابع بعض هذه البرامج في حلقاتها الاخيرة يلاحظ انها "" لزت برشة للحم الحي "" واستباحة مناطق في الحوار كانت محرمة او بعيدة عن اهتمام وسائل الاعلام وخاصة التلفزة وذلك تحت طائلة فتح المواضيع المسكوت عنها باعتبارها جزءا من الواقع التونسي اليومي لحياة التونسيين ..ولكن هذا لا يبرر استنطاق امراة لا ناقة لها ولاجمل امام ملايين المشاهدين كي تعترف بانها انجبت ابنا ادعى انها امه وانجبته في ظروف غامضة مستظهرا بوثائق ادارية قد لا تكون كافية لاثبات ان المرأة المقهورة هي فعلا ام الشاب الجالس في الجانب الاخر من الإستوديو ......
او ان تتحول اسرار الفراش وعلاقة الزوج بزوجته وهي علاقة خاصة جدا الى امر مشاع في التلفزة ويقضي المشاهد حوالي 35 دقيقة في حوار غريب بين زوج يطالب بحقة الشرعي من زوجته في الفراش وزوجة في منتهى الخجل لا تملك من ادوات الدفاع عن نفسها سوى القول "" هو يشبع البرة ويحيني "" ولا نعرف ماذا كانت تقصد بمعنى الشبع هنا..
لست متزمتا .. ولا املك عقلا مربوطا.. ولكن لا اعتقد انه بالامكان ان نخوض في قضايا الفراش بين زوج وزوجته على شاشة التلفزة في برنامج يحظى بارفع نسب المشاهدة مع احترامي لاجتهاد المنشط وقدرته على تناول هذا الموضوع بكامل الحياء على الاقل من طرفه..
يبقى السؤال هل كتب على التونسيين ان تكون السياسة ولغة الفراشوما بينهما هي الطبق اليومي لما تقدمه لنا قنواتنا التلفزية في برامج متشابهة متكررة لا يختلف فيها الا الديكور واسم المنشط..
في اعتقادي ان نجاح اي قناة تلفزيه ياتي خصوصا من تميزها وتقديم برامج ليست موجودة عند القنوات الاخرى وتجنب دعوة الضيوف الذين تستدعيهم القنوات الاخرى احيانا للحديث في نفس الموضوع..
قد كنا نغفرللتلفزات ان تفعل هذا . عندما كان عددها محدودا اما اليوم وقد اصبحت لنا 16 قناة تلفزيه وهناك قناة جديدة في البث التجريبي يبدو انها مختصة في المادة الدعوية
كل هذا يجعلنا نطالب من قنواتنا ان تراجع سياساتها الانتاجية والا تستسهل العملية وان تبحث عن وجوه جديده تعطيها فرصة الانتاج والتقديم والتنشيط..
ورجاءا ...كفوا عن استضافة // الحارة // المعروفة من الشخصيات السياسية والحقوقية التي لها اكثر من سنتين وهي كل ليلة تطل علينا من هذه القناة او تلك... ...
..........................
لا يسمح بنشر هذا المقال دون اذن من صاحبه او موقع قمر نيوز
.....................
صديقي العزيز الان بعد ان قرات هذا المقال ارجو ان تساهم معي برايك وان تكتبه في ركن التنعاليق او ان ترسله لي على صفحتي على الفايس بوك
إرسال تعليق