الراي الحر

الراي الحر
مساحة لرئيس التحرير




تصريحات متناقضة ام تكتيك سياسي

بقلم محمود حرشاني

‏‎Mahmoud Horchani‎‏

بين تصريح وتصريح اخر لمسؤول قيادي في حزب حركة النهضة ياتينا تصريح ثالث يناقض التصريحين السابقين فهل نحن امام سيل من التصريحات المتناقضة تصدر عن مسؤولين من نفس الحزب.. ففي الوقت الذي يؤكد فيه راشد الغنوشي زعيم الحركة وكذلك عيد الفتاح مورو احد قيادييها البارزين وهما شيخان ومن القيادات المعتدلة في الحركة.  من انه لا مانع لحركة النهضة الماسكة الان بحكم البلاد من التحاور مع كل الحساسيات السياسية والاحزاب بما في ذلك حزب حركة نداء تونس بقيادة الباجي قائد السبسي من اجل التوصل الى حل توافقي يمكن البلاد من الخروج من الازمة الحالية والوضع الصعب الذي تعيشه اليوم.  وهو الموقف الايجابي الذي سجله   الملاحظون للشيخ الغنوشي بعد لقائه برئيس الجمهورية وتلقته حركة نداء تونس بترحاب كبير.. في هذا الوقت تطالعنا تصريحات اخرى متناقضة تماما مع تصريحات الغنوشي ومورو لقياديين من نفس الحزب اي حركة النهضة يرفضون فيها اي حوار مع نداء تونس ويعتبرون ذلك خطا احمر لا يمكن تجاوزه ... بل ان القيادي وليد البناني وهو من المتشددين جدا في الحركة ذهب الى حد التلويح في برنامج تلفزي على الهواء بقانون تحصين الثورة الذي ابتدعته النهضة للتخلص من خصومها. اداة مفصلية لما تراه احالة  كل من عمل في العهد السابق من القيادات السياسية المنتمية لحزب التجمع المنحل على المعاش السياسي. رغم ما في العملية من تشف وانتقام وتصفية حسابات  .. ولم يكن المقصود غير الباجي قائد السبسي وقد فضح البناني لسانه وسبقه الى قول الحقيقة
ونفس الموقف وبصيغة اقل حدة صدر عن قيادات اخرى من النهضة مثل حسين الجزيري بل ان عبد اللطيف المكي القيادي في الحركة ووزير الصحة اعتبر ان تصريح راشد الغنوشي بعد خروجه من لقاءالرئيس المرزوقي والذي قال فيه ان الحركة لا تقصي احدا وعلى استعداد للجلوس مع الجميع قال ان هذا التصريح ليس المفصود به التعامل مع نداءتونس طالما ان مجلس الشورى للحركة صوت ضد التعامل مع نداء تونس.
ونعتقد ان المسالة فيها الان الكثير من اللخبطة غير المفهومة... فبين تصريح وتصريح ياتينا تصريح ثالث ينسف التصريحين  السابقين  ولا يترك مجالا للتقارب... فعندما يصف وزير الخارجية وهو قيادي في النهضة وصهر رئيسها  حزب نداء تونس بانه عش دبابير ... بما في الوصف من تحقير. والنهضة لا يمكن ان تتعامل نعه . عندائذ تصبح المسالة اكثر من خطيرة وربما توحي بتبادل الادوار او تغيير الخطاب من لحظة الى اخرى وهو امر خطير ولا يتقدم بالمشهد السياسي ويترك المتلقي في حيرة من امره
ونعتقد ان بعض التصريحات هي تصريحات عائمة مفتوحة على قراءات متعددة وهو يدخل في صلب اتقان عملية التواصل والحضور الاعلامي او ما يسمى بالفرنسية 
maitraiser la communication
 وهو جانب مهم في العملية السياسية اولته النهضة ما يستحقه من عناية  بخلاف الاحزاب الاخرى التي مازال فيها هذا الجانب من العملية السياسية مهمشا او مفقودا تماما
************************

**كاتب واعلامي من تونس
مدير جريدة وراديو قمر نيوز على الانترنات

comments

أحدث أقدم