هنا في هذه الصفحة نختار لكم مقالات من الصحافة العربية لكتاب مرموقين
لاننا نقاسمهم حلاوة ولادتها وجمال افكارهم
التحرير. مجلة قمر نيوز
...................................
هل يمكن الحديث عن (عيد الثورة)؟ سؤال يثير الوجع والمرارة، فأى (عيد)، وأى (بهجة) وأى (احتفال)؟ بل أى (ثورة) هذه التى تمت سرقتها وتفكيكها، والسير عكس اتجاهها..!
عامان على ثورة 25 يناير، عامان على الاستحواذ عليها، وتحويل البهجة إلى كآبة، وتحويل الفوز العظيم إلى ارتباك وانقسام وانكسار وفوضى.. تم إفساد كل شىء بفضل وبركة (الإخوان المسلمين) لا أحد غيرهم، أطبقوا على حياتنا، وأطبقوا على أرواحنا أيضاً، ومن حقى أن أتقدم إلى منظمات حقوق الإنسان فى مصر وفى العالم، بدعوى ضد (الإخوان المسلمين) لأنهم أفسدوا الحياة المصرية، عكروا مزاجنا، وأصابونا بالاكتئاب..
(الإخوان المسلمون) أفسدوا حياتى، كدروا صفائى وسلامى الداخلى.. طوال عامين كاملين، لم أعُد أنا نفس الشخص الذى كان، القلق، والضيق، والاختناق، هى الحالة المزاجية العامة والسائدة، المناخ الإخوانى لم يسرق الثورة فقط، ولكن سرق أرواحنا، سرق عذوبتنا وصفاءنا، أصاب جهازنا العصبى، ضغط على أيامنا، وقضى على أحلامنا.. نعم نقول ما نريد ونفعل ما نشاء، لكننا نصرخ فى هواء ملبد بالغيوم والأتربة، حرية مهددة، محاصرة، فى حالة اختناق وتقييد ورقابة متواصلة، كل القوانين مقيدة للحريات، العربة تعود إلى الوراء، الأحلام تتراجع، والخطوات التى كنا قد قطعناها، علينا أن نعود لنقطعها من جديد..
حينما تهبط لغة الحوار، يهبط الحوار نفسه، يتلاشى، وتنتفى قيم التواصل واللقاء، حينما يسيطر النفى والإقصاء والإصرار على إزاحة الآخر بكل الطرق والوسائل، نكون أمام انتهاك فعلى لإنسانيتنا.. حينما تتحول تفاصيل حياتنا اليومية إلى متابعة للعنف، وملاحقة للكوارث، حين تضغط السياسة، والمؤامرات، والصفقات على كل تفاصيل اليوم، وتتراجع الثقافة والفنون، تظلم واجهات المسارح، وتغلق دور العرض السينمائى، ويتوقف معظم الفنانين عن العمل، والأدباء عن الكتابة، خفضت دور النشر إنتاجها، وينخفض الإنتاج الفنى عامة، ونحاصر بالجهالة والادعاء.. حين يتم إلغاء الدورى، وتتوقف الأنشطة الرياضية، ويبحث اللاعبون عن الخروج من الأزمة بالهجرة والهروب الجماعى، حين تتراجع مكانة المرأة وحقوقها، وتتسلل جماعة (الإخوان المسلمين) إلى قاعات الدرس والمناهج التعليمية، نكون أمام مصيبة، تهدد سلامتنا النفسية والاجتماعية، وتهدد أمن الوطن، وتعود بنا سنوات إلى الوراء..
عامان من الاختناق والضيق، أشعر أن إنسانيتى تتناقص، أمام مشاهد العنف، والدم، والقتل، والعدوان، والجهل، والكذب، والتآمر، والعراك، والشجار، والتعصب، والغضب، وكل ما فعله (الإخوان المسلمون) بنا، وهو كفيل بمقاضاتهم!
إرسال تعليق